ما هو تعريف الإدارة الاستراتيجية؟

الإدارة الاستراتيجية هي عبارة عن عملية متكاملة تتكون من عدة خطوات، تشمل تحليل البيئة الداخلية للمنظمة؛ من تحليل للوضع الحالي بنقاط ضعفه وقوته، والإلمام بموارد المنظمة، وتحديد أهدافها، وتحليل الاستراتيجيات المتبعة والقرارات المتخذة في سبيل تحقيق تلك الأهداف.

وتعرف بأنها الإدارة المسؤولة عن القرارات الاستراتيجية كما انها مختصه بوضع الخطط طويلة الاجل بالإضافة إلى تحليل البيئة الخارجية للمنظمة؛ من تحليل للمنافسين، وأي عامل خارجي يمكن أن يؤثر على عمل المنظمة سلبًا أو إيجابًا، وتجميع كل تلك البيانات ومن ثم اتخاذ قرارات استراتيجية على إثرها لتطوير المنظمة ككل، وتحقيق أهدافها طويلة المدى.

هل الإدارة الاستراتيجية والتخطيط الاستراتيجي وجهان لعملة واحدة؟

بالطبع لا، فالتخطيط الاستراتيجي يعد جزءًا من الإدارة الاستراتيجية، حيث يركز على تحديد مجال عمل المنظمة وتصور رؤية مستقبلية لها تتناسب مع رسالتها، وبناء عليه وضع أهداف استراتيجية محددة، والعمل على تحقيقها من خلال وضع الاستراتيجيات المناسبة لذلك
أما الإدارة الاستراتيجية فبالإضافة إلى التخطيط الاستراتيجي فإنها تشمل أكثر من ذلك؛ كتنفيذ وتنظيم الإجراءات المتخذة في سبيل تحقيق أهداف المنظمة، وتوجيه موارد المنظمة جميعها لتحقيق تلك الأهداف، والرقابة على التنفيذ وتقييم نتائجه، ومن ثم تعديل الإجراءات المتخذة وفقًا للنتائج وإعادة الكرّة مرة أخرى.

ولكي تقوم بالتخطيط الاستراتيجي بشكل صحيح، عليك أولًا الإجابة على تلك الأسئلة الاستراتيجية الثلاثة :
  • أين أنت؟
  • وإلى أين تريد أن تصل؟
  • وكيف تصل له؟

فمن خلال الإجابة على تلك الأسئلة يتضح أمامك الوضع الحالي لمنظمتك، وما تطمح أن تصل إليه، وكيفية الوصول له.

ما هي مهام الإدارة الاستراتيجية؟

للإدارة الاستراتيجية عدة مهام رئيسية، هدفها تطوّر المنظمة ككل، تلك المهام تكمل كل واحدة منها المهمة التي سبقتها، وتمهد الطريق للمهمة التي تليها، في حالة من التكامل والتناغم المستمر لتحقيق رسالة ورؤية المنظمة، والسير في طريق تحقيق أهدافها الاستراتيجية، وتشمل هذه المهام ما يلي:

  • الرؤية والرسالة

إنشاء الرؤية والرسالة الخاصة بالمنظمة لإيضاح فلسفتها والغرض من إنشائها وما تريد تحقيقه من أهداف 

  • بناء صورة المنظمة

بناء صورة للمنظمة تعكس قيمتها ومكانتها، وما يمكنها تحقيقه من خلال قدراتها ومواردها الداخلية، وتعزز شأنها بين المنظمات في السوق

  • التحليل الداخلي

تحليل الوضع الحالي للمنظمة، وتحديد نقاط القوة والضعف الخاصة بها، وأيضًا الفرص والتهديدات التي يمكن أن تتعرض لها

  • التحليل الخارجي

تحليل البيئة الخارجية للمنظمة، من تحليل للمنافسين والبيئة التنافسية ككل، وأي متغيرات خارجية يمكن أن تؤثر عليها

  • تحديد أهداف المنظمة

تحديد الأهداف الاستراتيجية -طويلة المدى- للمنظمة

  • تحديد البدائل الاستراتيجية

تحليل البدائل الاستراتيجية المتاحة أمام المنظمة، وتحديد أكثر هذه البدائل ملائمة من حيث إحداث التوافق بين رسالة المنظمة ومواردها وظروفها البيئية المحيطة

  • وضع الاستراتيجيات

وضع الاستراتيجيات العامة -طويلة المدى- التي تساعد على اقتناص أفضل الفرص لتحقيق أهداف المنظمة

  • تحديد الأهداف قصيرة المدى

تحديد أهداف المنظمة قصيرة المدى، ووضع استراتيجيات قصيرة الأجل لها، والتي تتسق مع أهدافها طويلة المدى ومع استراتيجياتها العامة

  • التنفيذ

البدء في تنفيذ استراتيجية المنظمة في سبيل تحقيق أهدافها، بما يتناسب مع قدراتها ومواردها البشرية والمادية والتكنولوجية

  • تسهيل الاتصال

الحفاظ على وجود اتصال جيد واتساق بين أقسام وإدارات المنظمة الداخلية خلال أداء كل منهم لدورها للعمل كوحدة واحدة على تحقيق أهداف المنظمة

  • المراقبة والتقييم

مراقبة تنفيذ القرارات والإجراءات الاستراتيجية المتخذة لتحقيق أهداف المنظمة، وتقييم نتائجها ومقارنتها بالنتائج المرجوة، مع الاستفادة بالمعلومات الناتجة في تحسين فعالية القرارات الاستراتيجية المستقبلية

وبما أن لكل مهمة هدف وغاية، إليك أهمية الإدارة الاستراتيجية للمنظمات…

في ماذا تتمثل أهمية الإدارة الاستراتيجية للمنظمات؟

تهدف الإدارة الاستراتيجية إلى العبور بالمنظمة إلى بر الأمان، من خلال التركيز على نقاط قوتها واستغلال الفرص المتاحة والمناسبة لها، والتصدي للتحديات والتهديدات التي تواجهها والعمل على التغلب عليها، وتحليل هذه البيانات واستخلاص النتائج منها لاستمرار تطور استراتيجيات المنظمة وبالتالي تطور المنظمة ذاتها، وتتمثل أهمية الإدارة الاستراتيجية للمنظمة تفصيلًا في النقاط التالية:

1- تحديد وجهة عمل المنظمة والمنتجات التي تعمل بها، وتحديد أي الأسواق ستدخل مستقبلًا​

2- وضع إطار عمل لتنظيم نشاطات المنظمة وجعلها أكثر رسمية

3- تحديد أهداف استراتيجية واقعية للمنظمة تتفق مع رؤيتها

4- الحفاظ على استمرار نجاح المنظمة واتساع سيطرتها على المجال التي تعمل به

5- تعتبر مرجعًا أساسيًا لأي قرار استراتيجي

6- التحليل الشامل لبيانات السوق واتجاهاته مما يسهل التنبؤ بالمستقبل وجعل أعمال المنظمة استباقية وفي خانة الفاعل وليس رد الفعل

7- توقع التهديدات والمشكلات المستقبلية والعمل على إيجاد حلول لها

8- توجيه كافة موارد المنظمة لتحقيق أهدافها بكفاءة وفعالية

9- منح المنظمة قدرة تنافسية تساعدها على التقدم على منافسيها، والبقاء في السوق لأجل طويل

10- اكتشاف أفضل الوسائل لاستغلال الفرص والاستفادة من نقاط القوة بالمنظمة، والتغلب على نقاط الضعف والتهديدات مثل: شدة المنافسة والأوضاع غير المستقرة للسوق والتغير السريع في بيئة الأعمال، مما يعمل على نمو قيمة المنظمة

11- المساعدة على اختيار البديل الاستراتيجي المناسب من البدائل المتاحة

12- زيادة الاهتمام بالموارد البشرية وتقدير جهودهم مما يزيد من ولائهم للمنظمة

13- بلورة المزايا التنافسية للمنظمة والكفاءات التي تتمتع بها

14- تعزيز قدرة المديرين على الوعي بالمؤثرات الداخلية والخارجية والاستجابة لها

15- توحيد جهود جميع إدارات المنظمة وأفرادها للعمل كوحدة واحدة على تحقيق أهداف المنظمة ونموها

16- الإدارة الاستراتيجية لأعمال المنظمة تزيد من إنتاجيتها، وبالتبعية تزداد المبيعات والربحية

ولقد ذكرت لك سابقًا أن الإدارة الاستراتيجية هي عملية متكاملة، ولكن ممَ تتكون؟

إليك الآتي…

عناصر عملية الإدارة الاستراتيجية

تتكون عملية الإدارة الاستراتيجية من 4 عناصر رئيسية، يمثل كل عنصر منهم خطوة بها، ويتكون هو من عدة خطوات أصغر، تساهم كل واحدة منهم في تنفيذ عملية الإدارة الاستراتيجية بشكل سليم وممنهج، بداية من المسح البيئي، مرورًا بوضع وتنفيذ الاستراتيجية، ونهاية بالتقييم والرقابة على التنفيذ، للعمل على نمو المنظمة وتحقيق رؤيتها ورسالتها

1- المسح البيئي

وهو ثلاثة أنواع:

  1. المسح غير المنتظم: يتم عند الحاجة لإثبات فرضيات معينة للمنظمة
  2. المسح الدوري: يتم بشكل متكرر، إما لتحديث بحث سابق، أو للإعداد لخطة جديدة
  3. المسح المستمر: ويتم بشكل مستمر ليدعم تنفيذ الاستراتيجية، ويحث المنظمة على الفرص المستقبلية المناسبة، ويعطي لها فرصة للتصدي للتهديدات التي قد تواجهها

ويشمل:

1- تحليل البيئة الداخلية

أي تحليل العوامل الداخلية المؤثرة على المنظمة، والتي تخضع لرقابة الإدارة العليا في الأجل القصير، بهدف تحديد نقاط القوة والضعف لدى المنظمة، ومعرفة كيفية التحصّن بهذه العوامل الداخلية لاستغلال الفرص الخارجية والاستفادة منها أقصى استفادة، والاستعداد لمواجهة التهديدات الخارجية، وهذه العوامل مثل:

  • الهيكل التنظيمي للمنظمة وما يتضمنه من الاتصالات، والسلطة، وسلسلة القيادة
  • ثقافة المنظمة، أي القيم والمعتقدات التي تحركها وتدير التعاملات بين أفراد المنظمة
  • الموارد، وتشمل الموارد البشرية وما يمتلكونه من قدرات ومهارات ومواهب، والموارد والأصول المادية
  • أنشطة إدارات المنظمة مثل إدارة الموارد البشرية، الإنتاج، التسويق، الإدارة المالية…
2- تحليل البيئة الخارجية

ويشمل تحليل العوامل الخارجية التي يمكن أن تؤثر على عمل المنظمة ولا تخضع لسيطرة الإدارة العليا في الأجل القصير، بهدف تهيئة المنظمة للتصدي لها، ووضع استراتيجيات للتعامل معها بفعالية للحد من آثارها السلبية على المنظمة، مثل:

  • العوامل الخارجية المباشرة: وهي التي تؤثر بشكل مباشر على عمل المنظمة كشدة المنافسة أو ظهور منافسين جدد، المساهمين، الموردين، المشترين، الحكومة، والاتحادات التجارية
  • العوامل الخارجية غير المباشرة: وهي التي تؤثر بشكل غير مباشر مثل: المتغيرات الدولية، الوضع الاقتصادي، السياسات والتشريعات، التكنولوجيا، المتغيرات الاجتماعية والثقافية
2- وضع الاستراتيجية

تلك المرحلة من عملية الإدارة الاستراتيجية تتضمن تعريف رسالة المنظمة، وتحديد الأهداف الاستراتيجية لها، ووضع الاستراتيجية التي تحقق الاستغلال الأمثل لنقاط القوة الموجودة بالفعل في المنظمة، أو الفرص التي يمكن أن تحصل عليها، بالإضافة إلى مقابلة التهديدات التي يمكن أن تلاقيها وتسخير كل الجهود للتغلب عليها هي ونقاط الضعف، مع تحديد السياسات التي يجب اتباعها في سبيل تحقيق أهداف المنظمة

3- تنفيذ الاستراتيجية

والآن حان وقت التنفيذ، وتحويل كافة الخطط والسياسات المكتوبة في الاستراتيجية إلى إجراءات وخطوات فعلية في سبيل تحقيق أهداف المنظمة، مع مراعاة توجيه كل موارد المنظمة من أفراد وبرامج وموازنات وغيرها نحو تحقيق ذلك بكفاءة وفعالية

4- التقييم والرقابة

في هذه المرحلة يتم تتبع أنشطة المنظمة، والرقابة على تنفيذ الإجراءات التي وضعتها الإدارة الاستراتيجية من قبل الإدارات والأقسام المعنية بالتنفيذ، واستخلاص النتائج من ذلك:

هل تم التنفيذ بصورة صحيحة؟

ما الأهداف التي تحققت مقابل الأهداف المرجوة؟

ما أسباب الإخفاق في تحقيق بعض الأهداف؟

كيف نعالج تلك الأسباب؟

وبشكل عام ما الإجراءات التي تم تنفيذها فعليًا على أرض الواقع مقابل المخطط لها؟

كل تلك المعلومات المرتدة من عملية التقييم والرقابة ترجع إلى الإدارات المعنية بكل مستوياتها لاتخاذ القرارات المناسبة كإيجاد حلول لمشكلة ما، أو تعديل الإجراءات أو الاستراتيجية ذاتها إذا تطلب الأمر ذلك.

معنى ذلك أن الإدارة الاستراتيجية تتم على عدة مستويات؟

بالطبع نعم.

المستويات المختلفة للإدارة الاستراتيجية

لها ثلاث مستويات مختلفة، ولكن يكمل كل واحد منهم الآخر، فأولهم هو الإدارة الاستراتيجية على مستوى المنظمة حيث يركز على المنظمة ككل، ثم الإدارة الاستراتيجية على مستوى وحدة الأعمال الاستراتيجية، وتركز على إدارة وحدات الأعمال كل على حدة ولكن بما يتسق مع رؤية وأهداف المنظمة العامة، وأخيرًا الإدارة الاستراتيجية على المستوى الوظيفي، وهي أسرعهم تنفيذًا.

وفيما يلي توضيح لتلك المستويات الثلاث:

الإدارة الاستراتيجية على مستوى المنظمة

تختص بإدارة الأنشطة التي تحدد الخصائص المميزة للمنظمة عن غيرها من المنظمات المنافسة لها، واتخاذ القرارات العليا مثل:

  • تحديد رسالة المنظمة ورؤيتها.
  • المنتجات التي تقدمها في الوقت الحالي أو مستقبلًا.
  • الأسواق التي تتعامل بها.
  • توسع ونمو مجال عمل المنظمة.
  • توزيع الموارد على وحدات الأعمال الاستراتيجية المختلفة.
  • وضع الاستراتيجيات طويلة الأجل والمؤثرة على المنظمة ككل.
الإدارة الاستراتيجية على مستوى وحدة الأعمال الاستراتيجية

تنقسم المنظمة إلى عدد من الأقسام أو وحدات الأعمال الاستراتيجية SBU، حيث يمكن إدارة كل منها بشكل مستقل، بما يتناسب مع تحقيق أهداف المنظمة.

وتركز إدارة تلك الوحدات على تحسين الوضع التنافسي الخاص بالسلع أو الخدمات التي تقدمها كل وحدة لقطاع معين أو شريحة معينة من المستهلكين، لذلك يطلق عليها أيضًا الاستراتيجية التنافسية.

ولكي يتم ذلك بشكل صحيح يجب أن تجيب الإدارة على ثلاث أسئلة هامة:

  • ما هو المنتج أو الخدمة التي ستقدمها وحدة الأعمال؟
  • من الجمهور المستهدف لذلك المنتج أو تلك الخدمة؟
  • كيف ستتمكن الوحدة من التميز بين منافسيها وفي نفس الوقت تلتزم بسياسات المنظمة وتوجيهاتها وتساهم في تحقيق أهدافها؟
  • الإدارة الاستراتيجية على المستوى الوظيفي

وهي الإدارة الاستراتيجية صاحبة الدور الأبرز في مرحلة تنفيذ الاستراتيجية، فهي توضع استرشادًا باستراتيجية المنظمة واستراتيجية وحدات الأعمال، وتتسم بالمدى الزمني القصير، فيبرز أثرها سريعًا كخطوة تنفيذية عملية مساهمة في تحقيق ما تم وضعه في الاستراتيجيتين السابقتين.

والآن، وبعد أن تحدثت معك عن الإدارة الاستراتيجية بمستوياتها، ترى من هو المسؤول عنها؟

إليك الإجابة.

من المسؤول عن الاستراتيجية؟

الإجابة وبكل اختصار هي الإدارة العليا، فالإدارة العليا هي المعنية بوضع الاستراتيجيات العامة للمنظمة، وتحديد الأهداف والسياسات والإجراءات التي يتم اتباعها من قبل المستويات الإدارية الأخرى وبالتالي فهي المسؤولة مسؤولية تامة عن الإدارة الاستراتيجية

وبالإضافة إلى ذلك، فكثيرًا ما تستعين الإدارة العليا بالاستشاريين الخبراء في الإدارة الاستراتيجية من خارج المنظمة لمساعدتهم في القيام بعملية الإدارة الاستراتيجية ككل، أو في مرحلة واحدة منها وهي التخطيط.